يعرف الجميع تشارلي شابلن واسمه الفنان شارلوت واسمه الحقيقي تشارلز سبنسر شابلن. ولد في إنجلترا، لندن، في 16 أبريل 1889، وتوفي في 25 ديسمبر 1977 في سويسرا.. ولد تشارلي شابلن في أحد أحياء لندن الفقيرة، وكان والديه فنانين من العصر الحديث قاعة الموسيقى. كان لدى والد تشارلي شابلن عدة أطفال خارج إطار الزواج، مما أدى إلى انفصال الزوجين، ومغادرة والده منزل العائلة.
إنها بداية المصاعب لهذه العائلة. استقر البؤس في حياتهم، وكانت الإقامة في دار الأيتام جزءًا من طفولة "تشابلن". كان طفلاً معجزة، وبين سن 9 و12 عامًا بدأ حياته المهنية في فرقة "ثمانية فتيان لانكشاير"والتي ستكون بمثابة بداية حياته الفنية. وفي عام 1903 حصل على عقد في المسرح، ثم في عام 1908 تم تعيينه في فرقة تسمى "فريد كارنو"ليعزز مسيرته في عالم الترفيه.
القفز إلى السينما في الولايات المتحدة
وخلال جولة مع هذه الفرقة في أمريكا، عرضت على "تشابلن" فرصة في السينما، وهكذا بدأ مسيرته في السينما الأمريكية الناشئة. لكن، لم يعجبه التصوير السريع والسيء في ذلك الوقت، لذلك قرر إنشاء شخصية فريدة: شارلوت، متشرد ذو أخلاق رفيعة وود يكذب مظهره الأشعث. ومن خلال هذه الشخصية بدأ "تشابلن" في إظهار براعته الكوميدية وأسر الجماهير منذ ظهوره الأول على الشاشة.
وجاء النجاح سريعا، وأصبحت شخصية شارلوت رمزا للسينما الصامتة. وبعد فترة وجيزة، لم يقتصر "تشابلن" على التمثيل فحسب، بل قام أيضًا بالإخراج والكتابة وحتى تأليف الموسيقى لأفلامه، مما أظهر موهبة متعددة الأوجه جعلته أحد أبرز الشخصيات في السينما. إلا أن مسيرته لم تخل من الجدل، لأنه بسبب أفلامه الناقدة للمجتمع وآرائه السياسية، اكتسب العديد من الأعداء في الأوساط المحافظة في الولايات المتحدة، مما شكل مرحلة معقدة في حياته.
تزوج "تشابلن" أربع مرات، كلهن من نساء أصغر منه بكثير. وكانت حياته الشخصية موضع اهتمام إعلامي كبير، خاصة بسبب الفضائح والخلافات السياسية.
الأفلام الأولى وتطورها تشارلي
الشخصية الأيقونية تشارلي ظهر لأول مرة عام 1914 في الفيلم "سباقات خانقة". ولكن كان مع وصول "الهائم" أن شابلن انتهى من تحسين الشخصية، مما منحه مزيجًا مثاليًا من الفكاهة والعاطفة. أفلام شابلن مع تشارلي بصفته بطل الرواية، سرعان ما أصبحوا ظاهرة عالمية، مع عناوين مثل "الاندفاع الذهبي" (1925) «أضواء المدينة» (1931) ، و «العصر الحديث» (1936) علامة بارزة في تاريخ السينما. هذه الأفلام، بالإضافة إلى الكوميديا الجسدية التي لا تشوبها شائبة وطريقة تعاملها مع الأحداث "تهريجية"وتضمنت رسائل قوية حول مظالم العالم الحديث والصراعات الاجتماعية ونضال الفئات الأكثر حرمانا.
رفض "تشابلن" استخدام الصوت في السينما لفترة طويلة، لأنه اعتبر أن أسلوبه الصامت يتمتع بقوة تعبيرية كافية. ومع ذلك، ومع ظهور الصوت، قرر "تشابلن" استكشاف آفاق جديدة. أول فيلم ناطق له "الديكتاتور العظيم" (1940)، كان انتقادًا شرسًا للأنظمة الفاشية في ذلك الوقت، وعلى وجه الخصوص محاكاة ساخرة مباشرة لأدولف هتلر. هذا الفيلم، بالإضافة إلى إظهار قدرة "تشابلن" على التحول مع الزمن، كان بمثابة عمل شجاع للإدانة السياسية في لحظة حساسة من التاريخ.
المنفى وحياته في سويسرا
على الرغم من نجاحاته السينمائية، إلا أن حياة Cلم يكن هابلين خاليًا من الجدل. في عام 1952، في مواجهة الضغط المتزايد من المكارثية وإلى لجنة الأنشطة غير الأمريكية، غادر "تشابلن" الولايات المتحدة ولم يعد إليها أبدًا. استقر في سويسرا، حيث عاش بقية حياته مع زوجته أونا أونيل وأطفالهما. على الرغم من الاضطهاد السياسي، لم يتوقف "تشابلن" أبدًا عن الإبداع الفني، واستمر في إخراج بعض الأفلام الشهيرة أثناء منفاه، مثل "ملك في نيويورك" (1957) Y "كونتيسة هونغ كونغ" (1967).
حصل "تشابلن" على جائزة "تشابلن" في عام 1972 جائزة الأوسكار الفخرية لمساهمته في السينما. وفي حفل عاطفي، تلقى تصفيقا حارا استمر 12 دقيقة، وهو الأطول في تاريخ الجوائز. توفي يوم عيد الميلاد عام 1977 في مقر إقامته في فيفي بسويسرا، تاركًا وراءه إرثًا سينمائيًا لا يضاهى، سواء من حيث كمية أعماله أو نوعيتها.
اليوم، يُذكر تشارلي شابلن باعتباره أحد أعظم عباقرة الفن السابع، ورائدًا أحدث تحولًا في صناعة السينما وخلق شخصية لا يزال تأثيرها الثقافي قائمًا حتى يومنا هذا.